Overblog
Editer l'article Suivre ce blog Administration + Créer mon blog
belfatmi-abdou.over-blog.com

Géopolitique, sciences politiques

المساواة بين الجنسين

 

 

     هذا المقال سيغضب الكثيرين من الرجال لسبب بسيط أنهم لن يقبلوا التفريط بسهولة فيما وهبتهم إياه الديانات والثقافات. ماذا أعطتهم ؟ القِوامة.

 

     هل النساء كالرجال ؟ الجواب : لا.

     هل النساء مساوية للرجال ؟ الجواب : نعم.

 

     السؤال الأول كان عن الطبيعة ؛ والثاني كان عن الثقافة. لكن الدين، أو لنقل "الفكر الديني"، وظف الإثنين معاً وهضم النساء حقهن. فاليهودية تعطي صبغة، أو "جنسية"، اليهودي لمن ولد من أم يهودية ؛ أما الأب فلا حرج. ومع ذلك فالنساء اليهوديات لا يرثن البثة. وعند الطلاق فزوج اليهودية عليه أن يسلمها ورقتها بيده وأن يقول لها أمام القاضي : "لقد أصبحت جائزة لغيري"، وهذه أكبر عقوبة لا يقدر أكثر الرجال تحملها ؛ ربما تشبه إشكالية "طلاق الثلاث" في الإسلام. لكن ليس هذا موضوعنا. المرأة المسيحية لها وضع مختلف، نظرا لتحررها المجتمعي ولتحريرها من كثير من القيود. أما المرأة المسلمة والإرث فسنفرد له موضوعا مستقلاً.

 

     نحن نظن أن حواء هي التي أخرجت آدم من الجنة. غلط كبير ولغط كثير ؛ هذا لا يوجد في القرآن، بل وحتى لفظ "حواء" لا وجود له في المصحف. كل ما قيل "زوج آدم" فقط. فلو كان كذلك لكان عندنا جنسان : آدم كجنس وحواء كجنس وهذا كان سيعقد الأوضاع أكثر. قال تعالى : "وَقُلْنَا يَا آدَمُ اسْكُنْ أَنتَ وَزَوْجُكَ الْجَنَّةَ وَكُلاَ مِنْهَا رَغَداً حَيْثُ شِئْتُمَا وَلاَ تَقْرَبَا هَـذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنَ الْظَّالِمِينَ" ـ " فَأَزَلَّهُمَا الشَّيْطَانُ عَنْهَا فَأَخْرَجَهُمَا مِمَّا كَانَا فِيهِ وَقُلْنَا اهْبِطُواْ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ وَلَكُمْ فِي الأَرْضِ مُسْتَقَرٌّ وَمَتَاعٌ إِلَى حِينٍ" (البقرة 35 ـ 36). حواء لم تغو آدم، ومنطقيا لا يمكن لها أن ترمي بنفسها إلى التهلكة، بل الشيطان هو الذي أزلهما معاً. "

 

     قال تعالى "فَوَسْوَسَ إِلَيْهِ الشَّيْطَانُ قَالَ يَا آدَمُ هَلْ أَدُلُّكَ عَلَى شَجَرَةِ الْخُلْدِ وَمُلْكٍ لَّا يَبْلَى" (طه ـ 120) ؛ وقال

سبحانه وتعالى في البقرة ـ 37 : "فَتَلَقَّى آدَمُ مِن رَّبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ" كما قال "فَقُلْنَا يَا آدَمُ إِنَّ هَذَا عَدُوٌّ لَّكَ وَلِزَوْجِكَ فَلَا يُخْرِجَنَّكُمَا مِنَ الْجَنَّةِ فَتَشْقَى " (طه ـ 117). لاحظوا. وسوسة الشيطان كانت لآدم، التوبة كانت لآدم وليس لحواء، والشقاء كان لآدم وليس لحواء. نظرية أزلية لربط المسؤولية بالمحاسبة.

 

     وقد يقال هذا طبيعي لأن حواء خلقت من ضلع آدم. هذا فيه كلام. فالقرآن لم يقل هذا، أما الحديث الذي روي في الصحيحين فيقول : "استوصوا بالنساء خيرا فإن المرأة خلقت من ضلع" وليس من "ضلع آدم". ولعل المثل بالدارجة المغربية أقرب إلى روح الحديث : "لًمْرَا ضَلْعا عَوْجَا". وهو ربما المعنى الذي أراده رسولنا الأكرم. والدليل، أن الصحيحين أخرجا حديثا آخر فيه "المرأة كالضلع"، أي بالتشبيه. وهذا رأي الدكتور عدنان إبراهيم.

 

     لنعد لموضوعنا. عندما نخلق شيئا من شيء آخر، فإن الشيء المخلوق يكون أشد اكتمالا وأحكم خلقاً. هذا منطقي وطبيعي. وعليه تكون حواء هي آخر حلقة في خلق آدم بعد الماء والتراب. وإذا كان آدم (الذي أُثبِث علميا أنه ليس هو البشر) قد خلق في أحسن صورة، فكيف سيكون آخر موديل منه ؟

 

     وقد يقول قائل، لكن الله سبحانه وتعالى أورد في محكم تنزيله : "وَلَيْسَ الذَّكَرُ كَالأُنثَى" (آل عمران ـ 36). تمعنوا جيدا ! هذه حجة على من يفهم الآية أنها "الذكر أحسن من الأنثى". فالبلاغة العربية في باب التشبيه تسبق السالب عن الموجب، فيكون المشبه به هو منتهى الصورة البلاغية. يقول تعالى " لاَّ يَسْتَوِي الْقَاعِدُونَ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ غَيْرُ أُوْلِي الضَّرَرِ وَالْمُجَاهِدُونَ فِي سَبِيلِ اللّهِ ..." (النساء ـ 95) و "قُل لاَّ يَسْتَوِي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ" (المائدة ـ 100) و "قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ" (الأنعام ـ50). ما رأيكم ؟؟؟؟

 

     وسيقول آخر قال تعالى : " يُوصِيكُمُ اللّهُ فِي أَوْلاَدِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ" (النساء ـ 11)، أما هذه فقصة أخرى نفرد لها مداخلة لاحقة لأهميتها كما أسلفنا.

 

     والسلام عليكم ورحمة الله

     أخوكم في الإسلام والإنسانية : عبد الغني المخنطر

Partager cet article
Repost0
Pour être informé des derniers articles, inscrivez vous :
Commenter cet article